فنان في الحبس - ليس عنوان فيلم مصري جديد


بقلم ديالا خصاونه

 

التقى الفنانون والفنانات ر. (أ.ا.ا.أ. من مصر) وآنا (من هولندا) وأوليفيا (من بريطانيا) وروميو (أصله غواتيمالي معه جنسيّة من كندا) في ورشة شطنا 2009 ، وأصبحوا أصدقاء وتعاهدوا على اللقاء قي شطنا ثانية. عادوا والتقوا مرات ثانية في مدن أوروبيّة خلال العام الماضي وعملوا معا تجهزيا وتحضيرا وعثورا على التمويل ولوجستيات بالتعاون مع مكان وتقرر وقت عودتهم إلى شطنا في أيّار 2010 وأن يسكنوا في بيت ورشة شطنا (بيت حابس) في القرية لمدّة ثلاثة أسابيع ويعملوا معا على مشروع مشترك ومشاريع مستقلّة.

وصلت آنا أوّلا مساء الخيس ومعها جبنة بالكمون من هولندا هديّة ومن ثمّ في يوم الخميس ذهب صالح (من فريق مكان) لاستقبال الفنان ر. الذي سيصل في الحادية عشرة صباح الجمعة من القاهرة ولكن صالح انتظر وانتظر وأصبحت الساعة الواحدة ولم نسمع بعد من الفنان ر. حتّى وصلتنا رسالة خلويّة من هاتف محلّيّ يقول بها أنّه محبوس في زنزانة المطار ولم تقبل السلطات الأردنيّة دخوله بسبب تشابه في الأسماء.

علقنا! يوم الجمعة ظهرا، تصعب الواسطات والسفارات مغلقة والوزارات نائمة والعنان ر. في زنزانة محبوس. مأساة. وعادت ذكريات شطنا: أوّل سنة الفنانة ب. س. من المغرب كادت ألاّ تأتي إلى الأردن لأنّ بنات المغرب يحتجن إلى إذن خاص من وزارة الداخلية يؤكّد لضباط الجوازات في المطار الأردني أنّ الفنانة ب. فعلا فنانة بصريّة ولا تلجأ لبيع جسدها كما تعمم الحكومة الأردنيّة على بنات المغرب، وصراحة، عندما كنت في وزارة الداخليّة أنتظر الفرج من موظّف إلى آخر من أجل الإذن الذي تأخّر كنت أشعر بتعميم الموظّفين أنّ من تحاول جلب "فنانة" مغربيّة إلى الأردن هي "فنانة" أيضا.

ولم تترك قوانين وأعراف صعوبة الحركة والتنقّل بين بلدان العالم العربي والعالم الثالث والعالم التعيس من شرّها محمّد من غزّة، ومحمّد من مصر، ومهرين ومهر من الباكستان، ومحمّد من بنغلادش، ومارك من الفلبين، ومهرت من أثيوبيا.

في ليلة الجمعة وصل روميو وأوليفيا من برلين في التاسعة مساءً بعد ساعة من مغادرة روبي عائدا على متن الطائرة التي أتت به في الصباح. وذهب الفنانون الثلاثة إلى شطنا للنوم في البيت وفي اليوم التالي أخذنا بعض البندورة والخيار والحمص والفلافل والجبنة البيضاء والخبز الطازج وزرناهم في شطنا، أخبرونا أنّهم اتّصلوا بالفنان ر. الذي أخبرهم بدوره أنّه أمضى ليلته في سجن مطار القاهرة عند وصوله. رائع! تحدثنا عن تبعات التغير في مشروعهم إثر عدم دخول روبي. ها هم الآن جميعا في سيناء، بعيدا، ونرجو أن يتمكّنوا من إنقاذ مشروعهم وتنفيذ خططهم والاستمتاع بوقتهم، وأرجو أن لا يكون الفنان ر.

هل ستصبح تدريجيّا نشاطاتنا وورشاتنا خالية من الفنانين والفنانات العرب أو الباكستانيين أو السيريلانكيين أو الملعونين؟ هناك مشكلة حقيقيّة وواقع يعلّ القلب وبصراحة بين تاريخ الصعوبات اللوجستيّة المتنوّعة في مشاركة الفنانين العرب والماديّة لنقص دعم الفن في نفس العالم الذي يعاني مشاكل في السفر والتنقل لست متأكّدة أنّ لي نفس لتنظيم ورشة ثانية. ولعلّ هذا هو هدف هذا النكد كلّه.