سَعْدى (مها أبو عيّاش) - الأردن
بلا عنوان
يافطة في الطريق
تمثّل شطنا بيئة حساسة من ريف الأردن حيث تتعايش الزراعة المعتمدة على هطول الأمطار مع الرعي البدوي في علاقة إنتاجيّة وحساسة نحو الأرض. تتحوّل مناطق مشابهة لشطنا بسرعة كبيرة من مشاهد طبيعيّة إنتاجيّة ريفيّة إلى بيئات مبنيّة بشكل عشوائيّ تعتمد بنيات تحتيّة غير منتظمة. تواجه المراعي والقرى، على أطراف مدنا التي تستمرّ بالاتساع والتمدد، تسارعا جارفا من الدمار. يحدث هذا التغيير عبر عمليّة مألوفة ويتّفق الجميع على أنّها: "السبيل المثبت لتراكم فائض من الثروة ويزيد عن أيّ تجارة أو مهنة" و"يبحث الجميع عن التجارة بالأرض." يمهّد التشويش في القوانين هذه العمليّة مما يعزز امتلاك الأراضي للشرّائين الكبار، في حين يجني السكّان أقل الأرباح. تتبادل العديد من الأيدي الأموال في هذه العمليّة وتتحوّل قيمة الأرض من معايير سبل المعيشة والإنتاجيّة إلى معايير العقار. وفي الأثناء، تنتقل الأرض من امتلاك المئات أو الآلاف من الدونمات لتصل إلى الشراء الأخير بحصص أقل من الدونم الواحد. تدفع هذه العمليّة بالفلاحين إلى البلدات والمدن ويخسرون الأرض المستقرّة لعلاقات السوق المتغيّرة.
كيف يمكن المحافظة على مشهد طبيعيّ فعّالا ومصونا ويردّ الروح؟ تألّف مشروعي في شطنا من وضع 12 لافتة طريق صغيرة تروّج إلى : "مكتب شطنا العقاري/أرض للبيع/0885458828." أثناء فترة التجربة هذه التي امتدت 48 ساعة تمكّنت من إثارة نقاشات حول الطرق المثلى للحفاظ على شطنا من عمليّة بيع وشراء الأراضي الجارف وفي الوقت ذاته الكشف عن الضغط الذي تتسبب به هذه العمليّة. بيّنت يافطاتي مدى بساطة وواقعيّة وقرب هذا الخطر.