رأفت أسعد - فلسطين
إنتظار/غياب
غرفة وصوت
أعددت كل ما استطيع، لبست الثوب الأخضر، تناولت قهوة الصباح وانتظرت. كان يوما صيفيا عاديا لم استطع فيه احتمال الغياب أكثر، إنّها الغربة التي اعتدت ممارستها منذ زمن بعيد، حين غادرتني طيوري وسكن قلبي الفراغ والانتظار.
منذ اللحظة الأولى لوصولي شطنا ومن خلال الجولة الأولى حول القرية والبيوت، أحسست بتلك البيوت الفارغة المليئة بالحب والانتظار والحنان لعودة السكان والأحبة. ولأن هذا النوع من الأماكن موجود حولي اينما ذهبت قررت ان أحاول عمل شئ لكسر هذه الوحدة ولو للحظة قصيرة، من خلال تجميع مجموعة أصوات من القرية للناس وأنشطتهم وأحاديثهم الحميمية: الشيوخ والأطفال والنساء والرجال، صباح الخير، القهوة، أهلا وسهلا، تفضلوا، ألعاب الأطفال، ذكريات العجائز وأوجاعهم، هناك، هنا، حب، فرح، سلام