’بيتوينينغ‘ (betweening)
(كوردوبا – عمّان)
ظلال مهاجرة وحجارة من وادي رم و40 بطاقة بريديّة غير مرسلة (من الصور التي تعتمد الضوء)
بالكشف عن التقاطعات بين ممارسات حياة الترحال بين ثقافتين مختلفتين، يقترح العمل لقاءات تعتمد ظروفا شاعريّة مختلقة بين الغوتشو (راعي البقر في أمريكا الجنوبيّة) والبدو.
تنوي الفنانة تقديم تصوير جديد للحالة المؤقّتة عبر رواية بصريّة من 40 بطاقة. تصبغها مشاعر عدم الثقة التي ترتبط بالرحالة اجتماعيّا، تنطلق موضوعات وحيدة في رحلاتها الشخصيّة نحو ’معركتها الشاعريّة‘ حيث قد يصبح الترحال أعمق حالات التقيّد.
الخلفيّة:
(الترحال: الصحراء في الداخل)
في لغة صناعة الصور المتحركة، كلمة ’توين‘ (tween) تعني أن يحدث التغيّر بين شيئين اثنين، بحيث في الحركة والتحوّل والتغيّر يصبح الشئ بذاته الشئ الآخر. يركّز هذا المفهوم، ’بيتوينينغ،‘ وهو بحث يعتمد السفر والممارسة، على الشعور بعدم الاكتمال الذي يصاحب عمليّة الانتقال هذه.
’بيتوينيغ‘ هو رد فعل لتجربتي الحديثة في السكن والعمل في الشرق الأوسط كامرأة فنانة جنوب أمريكيّة مسافرة وفي الوقت ذاته استمرارية لممارستي في الترجمة البصريّة للهجرة. أتاح لي العيش والعمل في الأردن فرصة للحوار مع لفنانين وكتاب محليين، كما أن تقوم عائلة بدويّة بتبنيّ.
أقصد عبر هذه التجربة أن أقدّم بعض التفسير لهذا التبني والتكيّف الغير متكلّف لهذه البقعة من العالم على أنّه ’وطن‘ آخر: مكان حيث شعور الهجرة في داخلي كلّ يوم، حيث لا تُغلق الأبواب بل تميل على إطاراتها، سياق يتكوّن فيه الملجأ ويتفكك ويعاد تكوينه كلّ يوم. الصحراء هنا ’مساحة‘ يكون فيها التواصل، حتى بانعدام لغة مشتركة، عميقا جدا.
يقصد هذا البحث الكشف والتعبير عن اكتشاف ’التقاطعات‘ بين الثقافة الأمريكيّة اللاتينيّة والعربيّة مع الإشارة تحديدا إلى الحرب الشاعريّة التي تؤسسها اللقاءات بين البدو وتلك بين الغوتشو (رعاة البقر في بامبا المتنقلون وهم في طريقهم إلى الانقراض).
اعتمادا على ’حرب الكلمة‘ التي يمارسها الشعراء الشفهيون من البدو (الرحل) ، في كلا من أمريكا الجنوبية والعالم العربي، أنوي صياغة الأسباب والقصد من وراء أسلوبٍ في التواصل تأسس بين آخرين اثنين في مساحة الحدود فيها ضبابيّة، حيث يفرض الاستيطان على الرحّل والترحال على المستوطنين.