دعاء علي - مصر

قابلت في أسبوعي الأوّل في عمّان امرأة شهيرة، تتحلى بشهرة في أوساط ما لأنّها متحوّلة جنسيا، تبادلنا أطراف الجديث على البلكونة عن مسلسل رأفت الهجّان ودخّنا سيجارة، ومن ثمّ بعد عدّة أيّام دُعيت إلى العشاء مع عائلة علا الممتدة والتي كان أفرادها بالصدفة في عمّان. بالتالي وعلى الفور، وفرت لي عمّان شعورا بالدفء والإثارة. أثناء بقيّة الشهر، تعرّفت إلى دينا بني مصطفى ومحمد القاق وأغرمت بهما وأصبحا الممثلين في عملي الفيديو الأخير، وقابلت مصمم الرقصات عبد الرحمن بركات بمحض الصدفة ووظفته للفيديو. أعددت وأجريت التدريبات وصوّرت فيديو جديد وتبقى لي بعض من الوقت للتشمّس على البلكونة. هذه هي، وبلا منازع، أكثف الإقامات الفنيّة إنتاجا وتطوّرت بشكل غير متوقع أبدا.

 

وصلت إلى عمّان بقرار عفويّ وبدون تصوّر واضح وتركت بمشروع منته وعلاقات رائعة. أعتقد أن الذي حقق هذا التميّز هو نوع التفاعل بين المضيفة والفنانة. يبدو أن علا تملك حلولا لأي شئ يعترض طريقي متسلّحة بأرقام التلفونات وعناوين البريد الإلكتروني. كان جميع من اتصلت بهم طلبا للمشورة أو تفاعلت معهم لسبب من الأسباب، ممن يعملون في مكان أو في المطعم المجاور، كانوا جميعا مضيافين ووفروا لي الكثير من المعلومات والمساعدة. لا أعتقد أنّي كنت يوما في مكان ما حيث كان الجميع بهذا الشغف للمساعدة والتعاون مما منحني الشعور بالاستفرار سريعا. هذا لأسلوب في التعامل، انطلاقا من مكان وامتدادا لبقيّة عمّان، هو الذي جعل إقامتي الفنيّة هذه على هذه الدرجة من الإنتاجيّة، إضافة إلى المشهد الطبيعي للمدينة الذي وجدته مريحا وملهما للغاية. فقد قضيت وقتا طويلا على البلكونة.

 

يعتمد العمل قيد الإنشاء حاليّا، بعنوان ’جيرل سبلينديد إن ووكينغ (فتاة رائعة في حال المشي)،‘ نوعا ما على ’غرادايفا: حلم من بومبي‘ لـ ويليام جينسين وعلى القصص من الفلكلور الروسي  ’ماروزكا‘ و’تيريوشا‘. هي حال روائيّة متكررة تستعمل أساس الرواية وهو السحر الذي يتصف به مشي الـ غرادايفا. أستعمل هذا الأساس لاستكشاف فكرة الجميل والرومانسي في مقابل الغريب أو السخيف. يعتمد عمل الفيديو على الأداء ويتمحور حول نوع تصميم مشي محدد والذي أكتشف من خلاله الأنواع المختلفة للاستذكار، تذكّر حركة وشعور ومسار وتذكّر شخص أو انطباع