ريم القاضي - العراق , الولايات المتحدة الأمريكية
بيت الخطّابة
أحذية مهملة داخل بيت مهجور
عملت عملا شاقا في الحر وتحت أشعة الشمس الحارقة. لا بد أنّي كنت شيئا ملفتا للأنظار: امرأة مغطّاة بالغبار تمشي وعيناها بالأرض تلتقط الأحذية المهملة وترمي بها في كيس قمامة تحمله على ظهرها.
عملت عملا شاقا في المساحة المنزليّة في بيت مهجور. حرّكت التراب الذي غطّى الأرض الطينيّة الأصليّة. كوّمت قصبا متساقطا من السقف المنهار. حرّكت حجارة من أماكنها ومسحت شباك العنكبوتات.
عملت عملا شاقا في السياق الفني، كنت ممارسة للفن. رتّبت على أرضيّة البيت أكثر من 300 حذاء مشتت أو مرمي أو منسي. أصبح هذا ملجأ مؤقّتا حيث يمكن إعلان أنّ الصندل والجزمة، الحفاية بأصبع وحذاء الرياضة، الكعب الذي علكته المعزاة والنعل المفصول، العربي الصنع والإيطالي، الكبير والصغير، ’الأنثوي‘ و’الذكوري،‘ الجلدي والمطاطي، الرخيص والثمين، الذي في حال ممتازة والمهترئ، العسكري والمدني – وغيرها الكثير – يمكن بسهولة إعلان أنّها زوج يتصف متناغم.